news-details

تلويح بانتخابات معادة بحثا عن "الصيغة الذهبية" لتشكيل الحكومة

تستأنف اليوم الأحد المفاوضات بين حزب الليكود وشركائه في الائتلاف الحاكم، وسط التلويح بالتوجه الى انتخابات معادة، على ضوء تمسك أفيغدور ليبرمان من جهة، وكتلة "يهدوت هتوراة" من جهة أخرى، في الموقف من قانون تجنيد الحريديم، في ما يبدو أن الاتفاقيات بين الشركاء باتت شبه ناجزة، بما في ذلك تفاهمات حول توزيع الحقائب.

وتنتهي الفترة الزمنية لتشكيل الحكومة يوم الأربعاء من الأسبوع الجديد، ولكن الانطباع السائد، أن تصعيد لهجة التصريحات والتهديد بالتوجه الى انتخابات معادة، هي بهدف الضغط من أجل التوصل الى صيغة "ذهبية" قادرة على جسر الفجوة بين ليبرمان والحريديم والاشكناز في ما يتعلق بقانون التجنيد. وحسب مصادر في الليكود، فإن الانتخابات المعادة ستقلق أكثر كتلة "يهدوت هتوراة" رغم أن تمثيلها قفز في الانتخابات الأخير من 6 مقاعد الى 8 مقاعد، وقد حصلت على الأخير بفعل اتفاقية فائض الأصوات مع حزب "شاس" وتراجع نسبة التصويت بحوالي 4% مقارنة مع انتخابات 2015.

أما ليبرمان، فإن تمترسه بموقفه، حتى الآن، يجعله يعتقد أن الانتخابات المعادة ستعزز من قوته الانتخابية، لكونه أصر على تمرير قانون، كان الجيش هو من أعد صيغته، لتجنيد شبان الحريديم، وأن الكنيست أقر القانون بالقراءة الأولى في شهر تشرين الثاني من العام الماضي.

ولكن لا أحد يشتري بجدية بضاعة "الانتخابات المعادة" رغم أنها ليست مستحيلة.

والمعضلة أمام الحريديم، هو أن القانون سيسري على غالبية شبان الحريديم، وهذا ما يرفضه كبار حاخامات هذا الجمهور، وبالذات طائفة "غور" الجناح الأقوى في كتلة "يهدوت هتوراة" من بين ممثليها رئيس القائمة، نائب وزير الصحة يعقوب ليتسمان. وحسب تقارير فإن تيارات أخرى لدى الحريديم الأشكناز، تقبل بالقانون بصفته افضل ما يمكن تحقيقه بالظروف القائمة.

ولكن التخوف هو من انتقال المعارضة للقانون الى الميدان. ومن يخوض المعركة ميدانيا، من حين الى آخر، هم التيارات التي لا تتمثل في الكنيست، وهذه قد تعزز قوتها في الشارع، وتجذب اليها معارضين للقانون من تيارات أخرى.

ويشار الى أن قيادة الحريديم ترى بقانون تجنيد شبانهم، مقدمة لاخراج هؤلاء الشبان الى العالم المفتوح، ومن هناك تكون الطريق قصيرة للانقطاع عن جمهور الحريديم المنغلق على نفسه.

وفي الأيام الأخيرة، لوح نتنياهو وشركاؤهن باستثناء ليبرمان، بالإعلان عن حكومة ترتكز على 60 نائبا، بدعوى أن ليبرمان لن يجرؤ على اسقاط حكومة يمين استيطاني. إلا أن ليبرمان أعلن انه لن يدعم حكومة كهذه.

ويقضي القانون بان على نتنياهو ان يبلغ رئيس الدولة في ختام 42 يوما وضعت تحت تصرفه، بانه لم يفلح في تشكيل الحكومة. في هذا الوضع يحق للرئيس ان يكلف بالمهمة نائبا آخر يعلن للرئيس بانه مستعد لذلك. وقبل أن يقرر من يكلف بالمهمة، يحق للرئيس أن يجري جولة مشاورات مع ممثلي الكنيست، ولكن لا احتمال في إيجاد بديل لنتنياهو، لأن ليبرمان أعلن أنه متمسك بتكليف نتنياهو لتشكيل الحكومة.

وحسب السيناريوهات، التي تضعها الصحافة الإسرائيلية، فإنه في حال فشل نتنياهو، فقد يبادر حزبه الى اتخاذ قرار في الكنيست، للتوجه الى انتخابات معادة، وستكون للقرار أغلبية كبيرة. ولكن كما ذكر، تبقى هذه سيناريوهات، ليس واقعية حتى الآن ولكنها ليست مستحيلة.

   

من يمسك بالمفتاح

 

المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، يقول في مقال له، إن "المفتاح، مثلما في مرات سابقة في الماضي، هو في يد افيغدور ليبرمان. ليبرمان هو سياسي يعرف كيف يوتر الاخرين ويسلي نفسه. هو ليس استراتيجيا، هو لاعب قمار. فبذكاء شديد نجح في أن يصل الى مفترق يبدو في هذه اللحظة مثل الكسب المتبادل.

ويتابع بارنيع، اذا ما تراجع الحريديم امام املاء ليبرمان في موضوع قانون التجنيد فهو سيبدو كمن انتصر على حاخام طائفة غور. فقد خضع نتنياهو بكل إملاءات الحاخام الكبير، اما ليبرمان فقد اركعهما. واذا لم يستسلم الحريديم فانه سيركض نحو الانتخابات في ما يعتبره الجمهور بانه المعقل الاخير للعلمانية.

وحسب تقديرات يطرحها بارنيع، فإنه في حال انتخابات معادة، فإن اصواتا ذهبت في الماضي الى يائير لبيد ستذهب إلى ليبرمان. أما تحالف أزرق أبيض هو حلف يغازل الحريديم، ولا يصطدم بهم.

ويقول بارنيع، إن من يفترض أن يدفع ثمنا باهظا على انتخابات جديدة هو بالذات نتنياهو. فهو سيتعين عليه أن يتنافس بعد أن أهين بتنازلات مبالغ فيها، لثلاثة احزاب ليست محبوبة في جمهوره، "يهدوت هتوراة"، و"شاس" واتحاد أحزاب اليمين" برجله الاقى بتسلئيل سموتريتش. ويتابع بارنيع، "وأكثر من هذا: توجد ذريعة قضائية للتشكيك بمجرد ترشيحه لرئاسة الوزراء: القانون الذي يقضي بأن رئيس الوزراء يمكنه أن يتولى منصبه حتى قرار حكمه ليس بالضرورة نافذ المفعول بالنسبة لمرشح لرئاسة الوزراء تحوم فوق رأسه لائحة اتهام. مثلما في العاب العرش هنا ايضا، يخيل أن الفصل الاخير في قصة تشكيل الحكومة سيكون الفصل مخيب الآمال لننتظر سنرى".

أخبار ذات صلة